مستقبل الذكاء الإصطناعي، إلى أين؟

لا يختلف أحد أن الذكاء الإصطناعي أصبح ولا يزال من أكثر المجالات تأثيرا في جميع المجالات. ومن أصعب التحديات في هذا المجال هو كمية التطورات المتسارعة نتيجة إلى السباق المحتدم على مستوى العالم بين الشركات الرقمية العملاقة. يعتقد الخبراء أن الإستثمارات الضخمة التي وضعت في آخر السنوات مبالغ فيها وهي تضخيم للواقع مما قد يؤدي إلى زيادة الخوف من إحتمالية إنفجار هذه الفقاعة العملاقة والتي تعرف بـ فقاعة الذكاء الإصطناعي. وهذا نتيجة أن جزء من هذه الإستثمارات هو عبارة عن تدوير أموال بين الشركات العملاقة دون خلق أي قيمة إضافية فعلية من هذه الإستثمارات الضخمة.

قبل عدة سنوات كان الرهان على توظيف أكبر عدد من المختصين في مجال الذكاء الإصطناعي كنوع من أنواع الهيمنة على هذا المجال. أسفر هذا السباق المحتدم إلى توظيف عشرات ومئات الآلف من المختصين في مجال الذكاء الإصطناعي، وعلوم البيانات، حتى أطلق على هذه الوظائف بأنها الأفضل في العالم.

ولكن الغريب في الأمر، أنه في كل مرة تحدث طفرة في مجال الذكاء الإصطناعي، يفاجئ المختصين بعمليات تسريح ضخمة تصل لعشرات الآلف لفرق الذكاء الإصطناعي. فما سبب ذلك؟

السبب هو أن طفرات الذكاء الإصطناعي تؤدي غالبا إلى بعثرة أوراق الشركات العملاقة وما تخطط له في هذه الظروف الشديدة التغير. وهذا يؤدي إلى تغييرات كبيرة في إستراتيجة الذكاء الإصطناعي لهذه الشركات. ومن أقوى هذه الطفرات بدأت مع إطلاق ChatGPT والتي تعتبر نقلة ثورية في مجال توفير منتجات الذكاء الإصطناعي بطريقة سهلة للجميع. أدى هذا إلى خلط العديد من الأوراق وكان تسريح الموظفين هو إنعكاس لإعادة هيكلة آلية عمل الشركات وتنافسيتها في هذا المجال.

وفي آخر عامين حدثت ثورة أخرى في مجال عملاء الذكاء الإصطناعي AI Agents، والتي بدورها أدت إلى إنطلاق منصات جديدة في هذا المجال الذي يحول منتجات الذكاء الإصطناعي من مجرد ربوتات محادثة إلى عملاء أذكياء قادرين على أخذ القرارات وإجراء العديد من العمليات المعقدة بطريقة آلية بإستخدام الأدوات المناسبة لذلك. أدى هذا التطور أيضا إلى تسريح عشرات الآلف من الموظفين في مجال الذكاء الإصطناعي وهذا لأن الشركات الأن تريد تحويل تركيزها من تطوير نماذج أكثر فعالية إلى بناء مراكز أكثر قدرة للتركيز على توظيف هذه النماذج في المشاريع المربحة.

في ظل هذه التغييرات الكبيرة، تزداد المخاوف حول إنفجار فقاعة الذكاء الإصطناعي التي تزداد مع قلة الطفرات ووصول المجال إلى حالة ناضجة مستقرة أكثر تؤدي إلى إستقرار الإستثمارات في هذا المجال الحيوي.

نحن في شركة حساب كمختصين في مجال الذكاء الإصطناعي نتابع آخر التحديات بإستمرار ونرى أن فرص تطبيقات الذكاء الإصطناعي لا زالت كبيرة جدا وواعدة. ينصب تركيزنا في بناء أنظمة ذكاء إصطناعي تدمج بين الكفاءة والإبتكار.

عناوين مشابهة

    لا يوجد عناوين مشابهة